قراءة جديدة في العادات السبع للناس الأكثر فاعلية


تم النشر في موقع : منارات 

 بعدما انتهيت من قراءته شعرت بأني قد انهيت رحلة قراءة من أجمل أخواتها،كتاب «العادات السبع للناس الأكثر فاعلية» للرائع استيفن كوفي،وجدت فيه روح قلم لا يمكن أن تستغربها مهما كانت خلفيتك الفكرية..وأسلوب كتابة لا يمكن أن تملّه مهما كان مزاجك،ببساطة ستقرأ فن الإنسانية عندما تُسطر في كتاب.!
ولما لا واستيفن كوفي من أهم من كتبوا وحاضروا في فنون التنمية الذاتية التي لا تتوقف عند تجويد فنون العروض وتحسين المظهر من خلال تعليم "مهارات الإتصال" أو "التأثير في الأخرين" أو "وضع خطط استراتيجية للأهداف"..وهو ما يلخصه استيفن بـ"السمات الشخصية"،بل أيضاً يعلم بكتاباته وكلماته فنون تجويد الذات والجوهر..وهو ما يعبر عنه استيفن بـ "الأخلاق الشخصية"..ليكون الذات مطابقا لروعة معاملاتنا وعلاقتنا وسلوكنا مع أنفسنا ومع من حولنا اي كان موقعنا في الحياة،ليكون الكتاب بحق "دروس عملية وفعّالة في طريق تغيير الشخصية".

هذه العادات السبع- كما يقول المؤلف-هي الدعائم الأساسية لشخصية الإنسان ومركز تعزيز الخرائط الصحيحة التي من خلالها يمكن للفرد أن يضع حلول فاعلة للمشكلات،وتعظم فرصه للإستمرار في تعلم كيف تكتمل شخصيته وتنمو بشكل صاعد،وفي هذا الموجز سنحاول عرض هذه العادات بإختصار ونورد بعض التعليقات السريعة للمؤلف لعلها تشوق القاريء في قراءة الكتاب كاملاً من ناحية،ولنسهل الإقتباس ونشر أفكار هذا الكتاب من ناحية أخرى. 


العادة الأولي :كن مبادرا
بمعني أن يكون الفرد قادراً علي الفعل وأخذ خطوة للأمام ويكون قادراً علي الإختيار،ولديه القوة في السيطرة علي استجابته للمثير،بعيدا عن تحديد الأخرين وغرائز ذاته لشكل استجابته.

قال استيفن كوفي..
1- تزرع فكرة..تحصد عملاُ،تزرع عملاُ..تحصد عادة،تزرع عادة..تحصد شخصية ،تزرع شخصية..تحصد مصيرا.
2- يمكننا تعريف السعادة بأنها ثمرة الرغبة والقدرة علي التضحية بما تريد الأن من أجل ما تريد في المستقبل.
3- في عالمنا هذا لا يمكن الفصل بين الإمتياز وأسلوب الحياة الصحيح.
4- عندما تصرخ في أذني لا أسمع ما تقول.
5- الإهتمام بالسمات الشخصية وطريقة الأداء دون الإهتمام بالأخلاق الشخصية وطبيعة النفس وسلوكها لا يمكن أن يؤدي إلي نجاح مستمر.
6- نحن نرى العالم ليس كماهو،لكن كما نريد أن نراه.
7- استعارة القوة تبني ضعفاً في المستعير لأنها تعزز الإعتماد علي العوامل الخارجية للقيام الأشياء...
8- المبادرون دائما يخلقون الطقس الملائم لهم ،فلا يمنعهم هطول المطر أو إشراق الشمس طالما ما يحكمهم هو "القيم" التي تحثهم علي العمل المثمر الذي لا يتأثر بحالة الطقس.
9- لا يمكن لشخص أن يجرحك إلا بموافقتك.
10-  الأًصل في طبيعة البشر هو الفعل لا رد الفعل.
 
العادة الثانية : ابدأ والغاية في ذهنك
ويقصد بها أن تبدأ يومك وعملك واضعاً في ذهنك غايتك،وتتصور ذهنياً نهاية حياتك في إطار مرجعيتك وكيف سيقيمك من خلفك من أصحابك،مما يعني ترتيب الأولويات والتدقيق في الاختيارات بما يخدم تحقيق هدف الحياة،حتي لا تقع في فخ تضييع الأوقات أو أن تكون جزءا من هدف غيرك.

قال استيفن كوفي..
1-  إن ما يوجد أمامنا وما يوجد وراءنا هي أمور صغيرة مقارنة بما يوجد بداخلنا.
2- عندما انظر إلي قبور العظماء يموت بداخلي أي شعور بالحسد،وعندما اقرأ العبارات الجميلة الموجودة عليها تختفي بداخلي كل الرغبات الجامحة.
3- كم تختلف الحياة عندما نعرف بالتحديد ماهو المهم فيها لنفعله ونقوم به.
4- أهمية الحياة وفاعليتها لا تعتمد علي مقدار الجهد المبذول،لكن تعتمد علي ما إذا كان هذا الجهد المبذول يسير في الغاية وطريق تحقيق الهدف أم لا.
5- العديد من الأمراض العقلية والعاطفية هي في الأساس أعراض للشعور بعدم الإهتمام والخواء النفسي لعدم وجود هدف محدد للحياة.!
6- لابد أن تشعر برسالتك في الحياة حتي تمتلك جوهر المبادرة.
7- المباديء ثابتة لا تتغير،لكن مفهومنا لها هو الذي يتغير.
8- من يمسك بيده "مطرقة" طول الوقت،يعامل كل من حوله علي أنه"مسمار" !
9- أحد أهم المشكلات التي تواجه المؤسسات والأسر هي أن الناس لا يلتزمون بالقرارات التي يتخذها الأخرون نيابة عنهم،فمن الطبيعي إذا لم يكن هناك مشاركة في وضع القرارات ألا يكون هناك إلتزام بها.

10- إذا كانت حياتنا نتاج لظروف ومؤثرات خارجية فإن ذلك بسبب أننا اخترنا عن قصد أو اضطرنا لزيادة قوة هذه الظروف والمؤثرات لتتحكم بنا لا غير.

العادة الثالثة : ابدأ بالأهم قبل المهم
وتتضمن هذه العادة ترتيب الأولويات وتنفيذها حسب ضروريتها وأهميتها في الوقت الحالي،كما تتضمن هذه العادة التركيز علي التفاعل مع الناس وإعطاء فن العلاقات أهميته.

قال استيفن كوفي..
1- الأشياء المهمة لا ينبغي أن تخضع لرحمة الأشياء الأقل أهمية.
2- تعود أن تقول "لا" عندما يكون لديك "نعم" كبيرة.
3- انشغالك بالجيد الطاريء ربما يفقدك هدفك الأفضل.
4- الذكي من يترك ما يشتهي من أجل ما يريد.
5- لا يمكن ان يكون هناك صداقة بدون ثقة ولا ثقة بدن صدق.
6- جهد يتعبك خير من فراغ يُفسدك.
7-  لا يمكن أن يكون نجاحك في أحد الجوانب يعوض الفشل في باقي جوانب الحياة..!
8- بين الصدق والأمانة في العلاقات فرق كبير،الصدق يعني أن تقول الحقيقة والواقع..والأمانة والإخلاص هي أن تجعل الواقع موافقاً لكلامك.
9- السيطرة علي النفس والإنضباط الذاتي هم أساس العلاقات السوية مع الآخرين.
10- الأرض أمامنا مغطاة بشظايا علاقات محطمة لأولئك الذين حاولوا أن يقفزوا لعلاقات فعالة دون التمتع بشخصية ناضجة وقوية تساعدهم في الحفاظ عليها.

العادة الرابعة : فكر بطريقة المكسب/المكسب

وهي فلسفة التعامل مع الناس علي أساس الإستفادة والإفادة أو المكسب المتبادل بكل الطرق ما أمكن.

قال استيفن كوفي..
1- كما لا يمكنك تغيير الثمرة إلا بتغيير الجذور،كذلك لا يمكنك تغيير السلوك إلا إذا غيرت العادات والتوجهات.
2- العقول المتسرعة والدفاعية ليست مبدعة ولا متعاونة.
3- الذين يكبتون مشاعرهم بإستمرار دون تحويلها إلي معاني أكبر منها يكتشفون أنها تؤثر علي تقديرهم لذواتهم وجودة علاقتهم بالآخرين.
4- العالم فيه ما يكفي للجميع،فلا تتصور أن سعادة غيرك يعني عدم سعادتك.
5- غالباً ما تنشأ المشكلات بسبب النظام السيء،فإذا وضعت أشخاصا ذوي مهارات جيدة في نظام سيء ستحصد نتائج سيئة.
6- لن تتمتع بتحقيق نجاح مع الآخرين مالم تدفع ثمن النجاح مع نفسك.
7- ينشأ الإحترام الحقيقي للذات من الإرتقاء فوق الذات والإستغراق في القيم والإلتزام بالمباديء.
8- بناء العلاقات القوية والفعالة هو استثمار طويل الأجل.
9- الناس في الغالب يسامحون في الأخطاء لكن لا يسامحون تبريرها خاصة إذا كان خطأ قلب أو نية خبيثة أو دافع سيء.
10- السمة الذهنية لأصحاب هذه العادة الرائعة هي "عقلية الوفرة" ويقصد بها أن العالم به ما يكفي لإسعاد الجميع.

العادة الخامسة : افهم الآخرون أولاً ثم اسع لأجل أن يفهمك الآخرون
مقصود هذه العادة أن نحاول أن نفهم ونتفهم الآخرين ثم نحاول جعلهم  يفهموننا..

قال استيفن كوفي..
1- أن تنصت جيداً يعني أن تثبت أن لديك رغبة في أن تفهم من أمامك.
2- فرق بين أن تنصت بنية الرد،وأن تنصت بنية الفهم.
3- الناس يفتحون قلوبهم لمن يستمع إليهم جيدا وينصت بإهتمام.
4- الإنصات الجيد ربما يستغرق وقتاً طويلا،لكنه بالتأكيد أقصر من الوقت الذي نستغرقه في إزالة سوء الفهم.
5- الإنصات جيدا هو الطريق لتفهم جيدا ما الذي قاله المتحدث..وما الذي لم يقله.
6- عندما نتمكن من فهم بعضنا البعض سنفتح الباب أمام الحلول المبدعة والبديل الثالث حتي لو اختلفنا في الأراء.
7- تقديم الخدمات للناس بلا أجر هو الأجر الذي ندفعه لقاء ميزة العيش بسعادة علي هذه الأرض.
8- عامل الناس كما تحب أن يكونوا وستجدهم كذلك ولو بعد حين.
9-« صوت الضمير رقيق للغاية بحث يسهل إعاقته،لكنه واضح للغاية بحيث يستحيل عدم سماعه».
10- كما أن الأطعمة الضارة وعدم ممارسة الرياضة يدمران الصحة،فإن الأمور التي تتسم بأنها فاحشة أو فجة أو إباحية من شأنها أن تخلق ظلاما داخليا وتفعل فعل السم في ضمائرنا.

العادة السادسة : التكاتف
ويقصد به نعيش حياتنا كأنها عمل في فريق،وأن الكل أهم من جميع أجزائه،والعلاقة التي تربط بين الأجزاء وبعضها هي في أهمية  كل جزء منه،مع التأكيد علي قيم القيادة والإبداع وتقدير الفروق الفردية بين الأفراد.

قال استيفن كوفي..
1- عندما يتواصل الناس مع بعضهم بطريقة دفاعية حيث عدم الثقة في بعضهم البعض،فإن ذلك يعد من أعظم تراجيديات وخسائر الحياة،لأن الكثير من إمكانيات هؤلاء الناس ستبقي دفينة غير مطورة وغير مستخدمة وستبقي عقدهم النفسية كماهي إن لم تزيد عقدا وتعقيدا وسيبقون يحيون علي هامش الحياة دون الإستمتاع بها..
2- التمتع بقدرة علي تحمل الغموض وتقدير الفروق الفردية بين الناس أحد أهم حدوث تكاتف إنساني رائع.
3- هناك دائماً فجوة بين المثير والإستجابة ،ومفتاح سعادتنا يكمن في استغلال هذه المساحة.
4- الأمر الذي يتسم بأنه شخصي للغاية هو بشكل ما أمر عام للغاية.
5- الشخص الذي يتمتع بقدر كبير من الإحترام والتواضع هو الشخص الذي يقدر الفروق الفردية بين الناس (عاطفية-نفسية-اجتماعية...) ويحاول أن يتفاعل معها لتكون إضافة له وتساعده علي فهم الواقع.
6- إذا نظرنا للعالم بعدسة تجاربنا الشخصية فقط دون الأخذ في الإعتبار أن للأخرين رأي مختلف،فإننا سنعاني حتما نقصا حادا في المعلومات.
7- إن أعظم معارك الحياة هي الصراع اليومي داخل الغرف الصامتة للروح.
8- الأمن الداخلي لا ينشا أبدا من رأي الناس فينا أو طريقة معاملاتهم معنا،ولا يأتي من النصوص التي يقدمونها لنا ولا حتي من ظروفنا.. فقط يأتي من داخلنا..من تصوراتنا الذهنية والمباديء القويمة المتأصلة في نفوسنا،ومن التوافق بين الداخل والخارج والمباديء التي تنعكس علي واقعنا.
9- الأمن والسلام الداخلي يتولد عندما نعرف أنه بإمكاننا الخروج عن إطار مرجعيتنا دون التخلي عنها حتي نفهم الآخرين المختلفين عنّا.
10- الأمن والسلام الداخي يتولد عندما نؤكد لأنفسنا أننا نحدث فرقا حقيقياً في الحياة،بخدمة الأخرين ومساعداتهم،بتقدم الخدمات المجهولة التي لا يعرف أحد من قدمها.
 
العادة السابعة : اشحذ المنشار
وتتلخص هذه العادة في تخصيص وقت للتجديد الذاتي للشخصية بكل جوانبها(العاطفي-الاجتماعي-البدني- الروحي..) وبهذه العادة يتحقق الحفاظ علي باقي العادات واستمرارها.

قال استيفن كوفي..
1- أحد أهم أنواع الإستثمار التي يمكن القيام بها هو الإستثمار في النفس،فهي الأداة الوحيدة التي نتعامل بها مع الحياة.
2- البعد الروحي هو جوهر مركزك وهو الذي يمدك بالإلهام ويربطك بالحقائق المطلقة.
3- إذا كان لديك الكثير لكي تنجزه في يومك،فعليك إذن أن تقضي ساعة إضافية في صلاتك.
4- كم هو مهم تدريب العقل علي الإنفصال عن الذات وتفحص برمجته الخاصة،وفهم اختياراته ومن ثم التحكم فيها،بدون هذا التدريب تضيق حدود العقل شيئا فشيئا..لذلك من المهم  جدا القراءة المتوسعة والتعامل مع عقول أفضل.
5- لا توجد طريقة لتثقيف عقلك وتوسيع مداركك بإنتظام أفضل من عادة قراءة الكتب القيمة.
6- يمكنك من خلال القراءة الغوص داخل أفضل العقول التي وجدت علي الأرض سواء كانوا معنا  أو لا.
7- ابدأ بهدف قراءة كتاب واحد كل شهر،ثم كتاب كل أسبوعين،ثم كتاب كل أسبوع.
8- إن الشخص الذي لا يقرأ ليس أفضل حال من الشخص الذي لا يعرف القراءة.
9- المواظبة علي كتابة اليوميات التي تضم أفكارنا وتجاربنا وتعاليمنا تعزز صفاء الذهن ودقته.
10- يوما ما فيما سيأتي ستتعرض للإغراءات الكبرى..لكن هذا ليس هام..المهم هو الأن..فالصراع الحقيقي يحدث الأن..ما تفعله حاليا هو الذي سيحدد ويقرر هل ستقهر هذه الإغراءات القادمة وتنتصر أم لا..!

تعليقات فيسبوك
1 تعليقات بلوجر

1 التعليقات :

التعليقات
26 سبتمبر 2012 في 3:50 ص ×

اتفق معك فى هذه العبارة"لا توجد طريقة لتثقيف عقلك وتوسيع مداركك بإنتظام أفضل من عادة قراءة الكتب القيمة"
الكتب القديمة تنمى جانبا من العقل ولا يمكن ان نهمل باقى العقل الذي يتمثل فى الجديد والمتطور

Congrats bro نانيس محمد you got PERTAMAX...! hehehehe...
رد
avatar