حوار شبكة لها أونلاين مع باسم الجنوبي حول صراع القراءة الرقمية والقراءة الورقية

المصدر : شبكة لها أونلاين 


أهم وسائل كسب المعرفة هي "القراءة"، فهي وسيلة الاتصال بعقول الآخرين وأفكارهم، بالإضافة إلى أثرها البالغ في تكوين الشخصية الإنسانية بأبعادها المختلفة.

ولا دلالة في اكتشاف أهمية القراءة للعلم والمعرفة أكبر من قوله تعالي: "اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ"،سورة العلق، كما أن السيرة النبوية اهتمت كثيرًا بقضية القراءة، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب من الأسير المشرك الذي يريد فداء نفسه من الأسر تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة.
وفي خضم التطورات الحاضرة تحول الكثير منا إلى القراءة الإلكترونية، وبذلك وجد الكتاب المطبوع منافسة لا يستهان بها، خاصة في ظل توفير الإنترنت للكتب على مستوي عالمي وبدون مقابل في الكثير من الأحيان، هذه الكتب الإلكترونية أسهل في الحمل والتخزين. كما أن هناك سهولة وإمكانية للبحث السريع فيها، وبالتالي توفير الوقت والجهد الكبيرين وخاصة في البحوث.  
"لها أون لاين" تحاور خبير التنمية البشرية ومؤسس حملة "ثقافة للحياة" باسم الجنوبي.

- بداية: ما أهمية القراءة في حياتنا؟
القراءة لم تكن أبداً هواية أو ترف، بل هي فريضة دينية، وضرورة بشرية للنهوض بالفرد والمجتمع فأمة "اقرأ" لابد أن تعود للقراءة، لتأخذ مكانها في ريادة العالم كما كانت وهي قادرة على ذلك.

- أيهم يقرأ أكثر جيل الكتب الورقية أم الإلكترونية؟
في الحقيقة لا يمكن الحكم على مقدار قراءة أجيال بسهولة، لكني أتصور وجود شرائح كثيرة من الجيلين تقرأ وبكثرة بغض النظر عن الطريقة، خاصة الشرائح المعنية بالثقافة والتعليم والصحافة والقراءة الحرة...، وبالرغم من ذلك أتصور أن جيل الكتاب الورقي يقرأ أكثر، ببساطة لأن عدد المتغيرات الإعلامية كان أقل.

- ما هي مزايا الكتب الإلكترونية؟
الكتب الإلكترونية أتاحت لجيلها ما لم يكن متاحا للأجيال السابقة، من حيث عدد الكتب والمواد المقروءة من مقالات ودوريات وغيرها من مختلف التخصصات بشكل مجاني غالباً. فجيل الكتاب الإلكتروني واقع تحت طائلة المنافسة بين المواقع الإلكترونية (خاصة مواقع التواصل الاجتماعي) والقنوات الفضائية (وهي بالآلاف) والمحطات الإذاعية وكل هذه الأشياء تأخذ من وقت هذا الجيل مما يؤثر على عدد ساعات قراءاته وكيفيتها.

- إذًا للقراءة الإلكترونية عوائق، هل من مزيد؟
فعلًا كثيرة جدًا، هناك من يبدأ بالقراءة عبر الإنترنت لكتاب معين، وتكون القراءة رائعة وجذابة ومستمع بها، ثم فجأة يجد نفسه يتصفح "الفيس بوك" مثلًا، وهكذا يضيع الكثير من الوقت دون قراءة ما قرر الشخص قراءته.
المواقع الاجتماعية تأكل أوقاتنا والموضوع محتاج تنظيم وإدارة.

- إذا ما السبيل لتدعيم القراءة الالكترونية للكتب، خاصة أنها أوفر ماديًا ومتنوعة؟
يجب وجود الإرادة والعزيمة للقراءة، نحن في حملة "ثقافة للحياة" خصصنا حقيبة تدريب حول "إدارة المواقع الاجتماعية" وكيف يستفيد الشاب منها، وكيف ينظم وقته عليها للاستفادة من الكتب الالكترونية بصورة أكبر.
 يجب اعتماد القراءة السريعة بسبب كثرة الكتب الإلكترونية، والقراءة السريعة لا تعني القراءة بلا فهم.. بل هي القراءة بفهم بشكل سريع، من خلال الاستفادة من قدرات العقل الرائعة التي لا نستخدمها، وهي تحتاج لتدريب.

- ماذا عن جيل الكتب الورقية هل انسحب إلى الإلكترونية أم زاد من تمسكه بالورقي؟
ببساطة التحول أصبح أمرا حتميا؛ لأن المعارف أصبحت تتضاعف بشكل يومي، وعصر السرعة أصبح لا ينتظر الوقت لطباعة الكتب الورقية، والباحثون أصبحوا يتداولون المعارف على مساحات الإنترنت أكثر من تداولهم للمعارف عبر أرفف المكتبات، وهذا يحدث في كل العالم.
دعيني أقول لكِ: إن مجلة نيوزويك الأمريكية، ـ وهي من أكثر المجلات مبيعًا في أمريكا ـ توقف إصدارها الورقي، و أصبح الاعتماد عليها كونها مجلة إلكترونية، وكثير من دور النشر العربية قد توقف في إصدار الكتاب الورقي خاصة في الأردن، وأصبحت تنشر الكتب إلكترونيا.
وهذا يشير إلى أن أمر التحول إلى الكتب الإلكترونية أصبح أمرا حتميًا، لأسباب لها علاقة بكثرة المعارف وسرعة النشر وأسباب اقتصادية وسياسية أيضاً.

- ماذا عن مبادرة " استرجل واقرأ" التي تقومون عليها على مستوي عربي على ماذا تركزون؟
في حملة ثقافة للحياة ومبادرتها "استرجل واقرأ" نشجع على القراءة بصفة عامة، بغض النظر عن طريقة القراءة (إلكترونية أم ورقية)، وذلك لأننا نعرف أن بعض الناس لهم حميمية قديمة، وهذه باقية مع الكتاب الورقي، وبعض القراء قد تعود على الكتاب الإلكتروني، وبعضهم ليس معه المال لشراء أي كتب، وقد يكون الكتاب ممنوعا في دولته لأسباب سياسية مثلًا، فيكون الكتاب الإلكتروني هو الخيار الوحيد.
تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر